أيمن زيدان: الدراما التركية اخترقتنا بموضوعات ساذجة
كاتب الموضوع
رسالة
freedom Egypt Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 29/04/2011
موضوع: أيمن زيدان: الدراما التركية اخترقتنا بموضوعات ساذجة الأربعاء مايو 04, 2011 7:13 pm
مبدع له رؤاه الإبداعية التي سعى منذ بداياته إلى بلورتها وفق آليات عمل إن كان من خلال الشخصيات التي قدمها أو الأعمال التي ساهم في وصولها إلى الشاشة من موقعه كمدير لشركة إنتاج وسعيه لترسيخ دعائم تقاليد فنية وإنتاجية راقية أو من خلال خوضه غمار الكتابة والإخراج.. ولكنه على الرغم من ذلك كله تحدث إلينا خلال لقائه مع عدد محدود من الصحافيين في جلسة مصارحة حميمة بألم وحسرة عن حركة درامية يخشى عليها من التغزل الزائد مؤكداً أهمية وضع أسس لا تهزها الرياح مهما كانت عاتية.
أيمن زيدان يفتح قلبه ويتحدث قائلاً: - رغم الحضور الذي حققته الدراما مازال فيها رهانات، فكثيرة هي الأعمال التي تراهن عليها وقد لا تحقق النجاح المطلوب وأحياناً يحدث العكس، وبالنسبة إلي أفضل المشاركة في مشروع يكون فيه ولاء لأفكاري وقيمي وأن أتعامل معه بشكل حقيقي وصادق. • عبر أكثر من مناسبة توجهت بالنقد للدراما السورية وكأنك تشكك في نجاحاتها؟ - إنني لا أشكك في النجاح ولكني أُستَفز من التغزل الزائد، فينبغي ألا نتغزل خاصة أننا بعد فورة عام 2000 الإنتاجية ونحن لانزال ندور في الحلقة ذاتها لا بل اعتقد أن هناك الكثير من الملامح والمؤثرات التي تتطلب منا إعادة النظر في مفهومنا للنجاح، فعلى سبيل المثال هناك استباحة لبعض المهن الفنية الأساسية كالإخراج حيث ازداد عدد المخرجين وأخشى أن يفوق عددهم عدد الممثلين !.. علماً بأنه منذ بدايات التلفزيون وحتى عام 1992 كان طريق الوصول ليصبح أحدهم مخرجاً وعراً جداً ويتطلب جملة من المواصفات وبالتالي كانت هناك قدسية للأماكن الفنية الإبداعية، أما اليوم فهناك استباحة لهذه الأماكن وهذه الاستباحة نابعة من أننا بدأنا بالترويج لثقافة مغلوطة للصورة، فثقافة الصورة ليست من خلال الغرائبية في اللقطة أو بوجود شاريو يتحرك أو عبر الظل والنور فقط، والسؤال إلى أي مدى هناك ارتباط بين المحتوى وبين الصورة؟. وبالتالي الحديث عن ثقافة الصورة وصل الى درجة الثرثرة البصرية المفرطة وأعزي ذلك كله لغياب السينما فبات المبدع يترجم رغباته السينمائية في التلفزيون ويعتقد أنه يقدم لغة سينمائية عبره وهذا اصطلاح أحدث إشكالاً في الدراما لأن كل المخرجين الجيدين في التلفزيون عندما ذهبوا إلى السينما لم يستطيعوا أن يقدموا أعمالاً لافتة لأن المسألة هي مسألة ثقافة نوع فني وليست مسألة شكلانية أو مجرد تحريك كاميرا. أضف إلى ذلك كله نجاح الدراما التركية المباغت واقتحامها للأسرة العربية رغم أن المفردات المكونة للعمل عادية على مستوى النص والتمثيل والإضاءة و.. مما يُعطي مؤشراً بأن نجاح درامانا مُهدد ويمكن لأي دراما أن تقتحمه فقد اخترقونا بسهولة وبممثلين مغمورين وبموضوعات على غاية من السذاجة. إننا لسنا في أحسن حالاتنا، فما الدرع التي استطاعت أن تحققه الدراما السورية؟.. ولماذا الاعتبارات النصية مسقطة من المشروع الدرامي؟ لماذا لم نقدم كتَّابا مهمين على مستوى النص في الوقت الذي لدينا فيه أعداد هائلة من المخرجين؟ (وهنا أستثني تجارب هي على غاية من الأهمية) ولكن هذا يعني أن الاجتهاد البصري لا يرتبط عضوياً بالمادة النصية وكأنه خارج قوانين الدراما، فنحن نشتغل على ثرثرة بصرية فتحت الفرصة لاستباحة هكذا موقع. أزمة عامة • هل انتقلنا من اللغة الإبداعية إلى لغة السوق؟ - يمكن القول اننا أصبحنا جزءاً من الأزمة العامة كما هي حال الأغنية، فلست أعتقد أن نجاح أغنية جديدة هو تأصيل لحركة، نحن نعاني من عدم القدرة على تأسيس حالات نجاح تراكمية، وإن سألنا عن المسارات التي يسير وفقها العمل الدرامي ليصل إلى الشاشة نجد أنها كلها أنفاق بنيت تحت الطاولات، فليس هناك آليات محترمة للتعاطي مع المُنتج التلفزيوني، فبينما كنا في السابق نراهن على أن جودة العمل هي الضمانة لاحتلاله الموقع الذي يستحقه على الشاشة، بتنا اليوم أمام واقع تحكمه مجموعة من الوساطات و«الكومشن» والعلاقات الفاسدة التي تستطيع أن توصل أي مُنتَج إلى الشاشة بغض النظر عن سويته، فليس من قرار إنتاجي إلا لدى وسطاء المحطات. وإن تحدثنا بلغة الأرقام نجد أنه من عام 1993 حتى عام 1999 كان الإنتاج السوري تقريباً لا يتجاوز عشرة مسلسلات في العام منها ستة مسلسلات على الأقل تشكل حالة حضور استثنائي، فنسبة الجودة كانت تتجاوز %50، أما اليوم فننتج ما يزيد عن خمسين مسلسلاً ويجري التغزل بأربعة أو خمسة منها وهي نسبة أقل من %20. • إلى أي مدى يمكن وضع اللائمة على التسويق والرأسمال المتحكم بالدراما السورية؟ - الدراما السورية لن تستطيع تحقيق حضور استثنائي إلا بتوفر رأسمال إعلامي مثقف، فأول مشكلة نواجهها أن الرأسمال الذي يتعامل في الإنتاج هو غير مثقف وعندما تطلع على مشروعه وتدخل كواليس الإنتاج ستجد كارثة، فهناك غياب لرأسمال مثقف لديه مشروع وهناك أيضاً غياب لآليات تسويق، فما يحدث هو اجتهادات فردية، مع العلم أن 90% من إنجازات الدراما السورية تم إنجازها برأسمال عربي، ولكن لم يكن يملي ثقافته أما الآن فبدأ التدخل يصبح سافراً. • ما الفارق بين الدراما السورية والمصرية؟ - أعشق في مصر أنهم يرون بالدراما صناعة لها مؤسسات كبيرة ولديهم تواصل مع كل المؤسسات الإعلانية والرأسمال المصري يتميز بالوفاء تجاه نجومه ومنتجه المصري، كما أن الدراما التلفزيونية باتت جزءاً من الثقافة اليومية للمتفرج وبالتالي هناك إرث حقيقي. وفي الدراما السورية ربما على المستوى البصري لدينا اجتهادات وحضور لافت في السنوات الأخيرة ولكن المسألة تقاس بتقادمها الزمني، فلا يهمنا النجاح الآني وإنما إلى أي مدى يحمل هذا النجاح بعداً تأسيسياً لحركة مستقبلية، وأنا أعتقد أنه في توصيفه الراهن لا يؤسس لحركة مستقبلية مستمرة.. أنا مع التفاؤل عندما يكون لدينا مؤسسات إنتاجية وطنية ذات ثقافة. مطلوب سيناريست جيد • تحدثت عن أوجاع الكتابة.. هل من الحلول العودة إلى الأدب فاليوم أنت تصور في مسلسل من تأليف ممدوح عدوان؟ - ممدوح عدوان رحمه الله مثقف وشاعر كبير ولكن ما يكتبه ليس المعيار التلفزيوني الذي ننشده، فهناك فصل بين الكتابة الأدبية والكتابة للتلفزيون، وعلى سبيل المثال معظم أعمال نجيب محفوظ تم تحويلها الى التلفزيون ولكن كُت.بت عبر سيناريست، ونحن نعاني في درامانا من غياب السيناريست وهو اختصاص يعتبر عصب الدراما. يجب أن نجعل الصناعة الفنية واحدة من مصادر الدخل القومي للبلد وأن تُفتح لها بُنى تحتية من مدن تصوير ومعاهد للإخراج والسيناريو. فهي تبقى مغامرات فردية قد تصيب أو تخطئ وكثير من الأعمال تنجح ولا نعرف لماذا نجحت ولكن بالتقادم الزمني قليلة هي الأعمال التي تبقى في الذاكرة.. إنها فوضى واستباحة الدخول الى ميدان الإخراج لأي كان مؤشر خطير. • كيف تتعامل مع انتقادات المنتج العسيري للدراما السورية؟ - هذا الرجل ليس له أي حضور ثقافي أو فني فهو لا يعبر إلا عن نفسه ولكن أصبح هناك عادة في السنوات الأخيرة السير وفق المثل القائل "إن كنت تريد أن تصبح مشهوراً فافعل ما تريد حتى لو أحرقت المعابد" وهي واحدة من الطرق الفردية للشهرة فلم نكن لنتداول اسمه لولا هذا التصريح، حتى أنه لم يقدم مسلسلاً سبق أن استوقفنا.
أيمن زيدان: الدراما التركية اخترقتنا بموضوعات ساذجة